صلاة إلى غمامة شاردة
شعر محمود حسن إسماعيل
أقبلي كالصـلاة
رقرقها النُسْـك
بمحـراب عابـد متبتّـلْ
أقبلـي آية من الله ُعليـا
زفّـها للفنـون
وحـي منـزّلْ
أقبلي فالجراح ظمأى
وكاس الحب ثكلى
والشعر ناي معطّلْ
أنت لحـن على فمي عبقـريّ
وأنا في حدائـق الله
ُبلبـلْ
أقبلي قبل أن تميـل بنا
الريـحُ
ويهوي بنا الفنـاءُ المعجّلْ
أنت كاسي وكرمتي
ومدامي
والطلا من يديك
ُسكْر محلـّلْ
أنت لي رحمة براها شعاع
هـلّ من أعين السمـا
وتنـزّلْ
أنت نبـع من الحنـان عليه
أطـرق الفن ضارعا
يتوسّـل
ولك الصـوت ناغم عاده الشـوق
فأضحـى حنينه يترسّلْ
نبرات كأنهـا شجـن الأوتار
في عـود عاشـق
مترحّـلْ
أو نشيد أذابـه الأفُـقُ النائـي
وغناه خاطـري المتـأمّلْ
فتعالي نغيب عن ضجّة الدنيا
ونمضي عن الوجود
.. ونرحلْ!