Tuesday, October 25, 2005

فضاءات مغلقـة

شعر إبراهيـم ياسيــن

ترجيعُ قلبٍ بكى
أم شهقـةُ الريحِ
لا تسألي
أم صدى وجدٍ وتسبيـحِ؟
لا تسألي
لم يعد لي إن شدوت سوى
أنّـات نايٍ
على الظلمـاء
مذبـوحِ
من ألف عـامِ وعـامٍ
وهي سـادرةٌ
على دروب الأسى
في غيّهـا
روحي
كأنني، وهبوبُ الليـل
يعصـفُ بي
والريـح تمضغُ
في لـؤمٍ
تباريحي
مسافـرٌ ملّ أوجاع المراكب
فـي
خلجان بحـرٍ
على الأنـواء
مفتوحِ
طال انتظاري، سدىً
للفجر
يا امرأةً
فأشعلـي في دمي
زُرْقَ المصابيـح..!


Monday, October 10, 2005

النـورس الأخضـر

شعر أحمـد المعتـوق

في ما مضى كان هناك
عند مهبط الصباح
أريكة من سندس
وطائر مهفهف الجناح
كريشة خضراء في قرارة الضياء
يوزّع الشموس في القرى
ويعرش الكروم في السهول كلّ ليلة
يمرّ بالبيوت هاتفا كمزنة نديّة قراح
فتحلم الطيور والصبايا
وتدفأ الفراخ
ويرتقي الصّغار أسطح المنازل
وعندما تحين ساعة السحر
يطير نحو ركنها - كما يقال –
صاعدا على سلالم الهواء
لشرفة من العقيق مدّ حولها الفضاء
فتستفيق
تغزل الوشاح للحبيب أو تمسّد الجناح
بلهفة تضمّه
تعال يا حبيب نعرش الضياء
وثمّ يهتفان: زادنا الرحيل
يا رفيق حان موعد السفر
وكان – مثلما حكت طيور قرية قريبة من شاطئ النهار –
يجئ في المساء حيث مركب الحبيب راسيا
ليبحر الصباح باكرا
ينطّ من على سارية المساء نحو ركنه المباح
يلتقط اللؤلؤ من مائدة النجوم
يسامر البحّارة النشاوى
ويحتسي من ذائب الحياة في كؤوسهم
ونشوة بأغنيات ليلهم
وقبل أن يطوف هاتف المسير
يهبّ يملأ الدوارق الرّحاب بالنبيذ والعطور
ويملأ السّلال بالبهار
يرصّع الشواطئ الفساح بالمرايا
وينقش الصورة فوق مخمل البحار من جديد
فتبحر المياه موجة تدفّ خلف موجة
ويخفق الشراع حول جسمه الصغير
النورس الغريب عاد متعبا وموسم الشتاء
كمثلما الصدى الكئيب عاد
لا شواطئ السكون تعاقر النجوم ليلة
ولا الرمال حولها تهبّ للصباح
ولا تهمّ موجة تمدّ من ردائها ذوائبا لموعد الرّواح
ترنّح الشراع والبحّارة الرفاق بحّ صوتهم
وصوّحت جداول النداء
في الليل عاد أطفأ الشتاء زهوة الغدير
فلا يحوم حول هدأة الغدير طائر
والشمس لا تطلّ من شباكها الأسمر
أو تلوّح المنديل من بعيد
زمرّد حبّاته كما الدموع ألقيت
على الرّمال بعثرت
براحة الأصيل
تناثرت تبعثر الضياء حولها
وما تزال لهفة الرحيل
تؤرّق الضّلوع كالصراخ كالعويل
كما النهير اخضر تأرجح الغروب في ضفافه
النورس الغريب
سواعداً يمدّ للنهار من جناحه
يناشد النهار
تعال يا نهار!
يناشد البحّارة النشاوى
ويسأل المساء حيث ملتقى النجوم
ها هناك في المساء
فيرجع الصدى متعتعا مرنّح الخطى
تعال يا نهار
تعال يا نهار!

Saturday, October 01, 2005

حيـاة أخــرى

شعـر نـاديـن ستـيــر

لو كَانَ لي أن أعيش حياتي مرّة أخرى
سأَتجرّأ لارتكاب أخطاء أكثر في المرّة الثانية
سأَسترخي، سأَتكاسل
سَأكُونُ أشدّ سخافةً مما كُنْتُ في رحلة حياتي
سآخذُ أمورا أقلّ على محمل الجدّ
سأغامر بأخذ فرص أكثر
سأَتسلّقُ جبالا أكثرَ
وسأَسْبحُ في أنهار أكثر
سآكلُ آيسكريم أكثر وفاصولياءَ أقل
رُبَّما سيكون عِنْدي مشاكلُ فعليةُ أكثر
لَكن سَيكونُ عِنْدي أقلّ من تلك المشاكل المتخيّلة
كما تَرى، أَنا أحد أولئك النّاسِ الذين يَعِيشونَ بعقلانية
وبشكل جدّي ساعةَ بعد ساعة
ويومَاً بعدَ يَوم
أوه، كَانَت لي لحظاتي
ولو كَانَ لي أن أعيدها مرّة أخرى
سَيكونُ لي أكثر من تلك اللحظات
في الحقيقة، سأُحاولُ أن لا يكون لي سوى ذلك
فقط لحظات، واحدة بعد أخرى،
بدلاً مِنْ أنْ أَعِيشَ عديدا من سنوات قبل أن تأتي
أنا أحد أولئك النّاسِ الذين أبداً لا يَذهبونَ إلى أيّ مكان
بدون ثيرمومتر، قنّينة ماء حار ومعطف مطريّ أو مظلّة
لو كان لي أنْ أفعل ذلك ثانيةً، سأُسافرُ خفيفا
لو كَانَ لي أن أعيش حياتي ثانيةً
كنت سأظلّ حافي القدمين من بداية الرّبيع
واستمرّ هكذا إلى ما بعد الخريف
كنت سأرقصِ أكثر،
وأركب مراجيح أكثر،
وأَلتقطُ أقحوانات أكثر..

Austin Web Site Design users online