Friday, February 03, 2006

مقبـرة الظـلال

شعر شوقـي بـزيـع

تجلّت بأقمارها البيض من خلف ظهر الجبال
تجلّت كما تتجلّى لسرب حمامٍ
سماء من القمح
أو كسحابة صيف
لشدة ما أوغلتْ في الغياب
استحالت حبيبات دمع مصغّرة
عند خط الزّوال
كأنْ ليس في جسمها ما يدلّ عليها
سوى خفّة الرّوح
أو رغبة في ارتجال الينابيع
من ظمأ في الخيال
يحفّ بها طائران رضيعان من برتقال وفلّ
لكي يحرسا وجهها من صليل السيوف
وتنشقّ أحلامها
عن نوافذ محلولة الشعر
تبكي على كوكب في أقاصي الشمال
تنام على صدرها الغضّ سجّادة من دموع
وأضيق من قبلةٍ
ثغرها المتفتّح مثل صراخ عميق
لجرح السؤال
يتدفّق ريحانها أينما شاء
حتى إذا غلبتها العذوبة
سالت على ظمأ الروح أطرافها
وانحنى سحرها المتبقّي على نفسه كالهلال
وأنا لم أكن لمناديلها غير تلويحةٍ
لم أكن في تموّج أطيافها
غير مقبرةٍ للظلال

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

Austin Web Site Design users online